بقلم : بصري مصطفى بن عبد الرحيم الأزهري الإندونيسي
القرآن هو كلام الله تعالى المنزل الذي اوحى الى حبيبه المرسل محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. وهو يهدى لمن يؤمن به ويتدبر آياته المعجز لمن يكفر به ويعرض عنه. قال تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين» وقال تعالى أيضا: «وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله . . . الخ». فمن المعلوم أن كلام العظيم ينقسم إلى قسمين المتلو وهو يترتب من الألفاظ والأصوات كالقرآن الكريم, وغير المتلو الذي ليس له الأصوات والألفاظ كالكلام الذي كائن في الذهن. والله سبحانه وتعالى وصف بالجلال الكمال منزه عن جميع النقائص. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا والله اكبر
القرآن يتكون إجمالا من ثلاثين جزاء ويقوم على المحكمات والمتشبهات. إن كان فى ألفاظه ظاهرة لا تقع تعارضا فى نفسها فلا تأويل له. كقوله تعالى: «وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة واركعوا مع الراكعين», و إن كان فى ألفاظه فى وجه التعارض لا يمكن الجمع فيؤول الظاهر بالدليل كقوله: «ليس كمثله شيء». وقوله عز وجل ايضا: «الرحمن على العرش استوى» اللهم ارحمنا جميعا بالقرآن
الله سبحانه وتعالى رب العزة قد خلق المخلوقات بإرادته وهو سبحانه وتعالى يجعل الحياة لينافش بعضهم بعضا فى الحسنات. فقال تعالى: «الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا». وهو يأمر بالمعروف وينهي عن الفحشاء والمنكر وهذا لا يكون إلا بحق معرفة الشارع. والشارع قد وضع حق حدوده فى القرآن العظيم, والحاصل أن الأمر به والنهي عنه لا ينكشف الا بالقرآن اصلا. إن الله سبحانه وتعالى يحب من يتوسل إليه بمعرفته قال تعالى في القدسي: عرفوني قبل أن يعبدوني فكيف يعبدوني قبل أن يعرفوني
القرآن بقوله المعظم قد حفظ الله تعالى عليه وأنزل إلى قدوتنا الكرم حتى زماننا الآن بالمتواتر. قال تعالى: «إنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما ارىك الله … الخ». وهو لا يقع التواطؤ على الكذب عن مثله فيكون فى الأصل عن مشاهدة أو سماع لا عن اجتهاد. طوبي لمن يتحاول أن يحبه بتلاوته وحفظه وكثرة تكراره وتدبر آياته ويؤمن به ويجعله روحا في حياته كأنه لا يعيش بدونه ساعة فما باله اكثر منها. اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل
